أكد رئيس الجمعية الكويتية للتراث الباحث فهد العبدالجليل أن «النالية» مفردة كويتية قديمة، اندثرت مع انتهاء السفر والغوص، وتعني «الخريطة البحرية».
قال رئيس الجمعية الكويتية للتراث الباحث فهد العبدالجليل إنه يقدم برنامج «النالية» على قناة الراي يوميا الساعة 7.10 مساء، لافتا إلى أن «البرنامج يسلط الضوء على تراث وتاريخ دولتنا الحبيبة الكويت، حيث يتناول محطات وجوانب عديدة من تراث البلاد، وأن البرنامج قسّم إلى فقرتين، الأولى يتحدث فيها عن مواضيع مختلفة من تاريخ الكويت، مثل عرض الصور، والحديث عن الشخصيات، وكذلك الأحداث المهمة، إضافة إلى عرض مجموعة من الوثائق النادرة».
أما في الفقرة الثانية، فقد ذكر العبدالجليل أنه استضاف الباحثين والمهتمين والمختصين بتاريخ الكويت، و»تناولنا محطات متنوعة من التراث، منها البحري، وتاريخ القرى، وتحدثنا في هذا البرنامج عن الصيد قديما (الحداق)، والتطرق إلى أبرز الشخصيات الكويتية التي ساهمت في بناء المجتمع الكويتي القديم، وعرجنا إلى أهم الأحداث التي مر بها تاريخ الكويت، وكذلك اللهجة الكويتية»، لافتا إلى أن ذلك من بين الأعمال الإنسانية والخيرية التي جُبل عليها أهل الكويت، سواء في الداخل من خلال بناء المستشفيات، والمدارس، والمساجد، وخارجيا من خلال دورهم في دعم القضايا العربية والإسلامية.
وعن عنوان البرنامج (النالية)، يقول العبدالجليل «هي مفردة كويتية قديمة، لا تُستخدم اليوم في اللهجة الكويتية، فقد اندثرت مع انتهاء السفر والغوص، وتعني الخريطة البحرية، فالنوخذة عند وصوله إلى بحر العرب أو القبة، يفتح (النالية) ويستخدم معها بعض الأجهزة الملاحية البسيطة حتى تساعده في الوصول إلى الموانئ، فيكون لكل ميناء نالية خاصة به»، لافتا إلى أن سبب اختياره لهذا الاسم هو إحياء الكلمات الكويتية القديمة، وأن هذا الاسم مرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ الكويت البحري العريق، وأن الاسم غير متداول وغير معروف، مشيرا إلى أنه كان حريصا على الابتعاد عن الأسماء المستهلكة.
من جانب آخر، كشف العبدالجليل أنه يمتلك مكتبة ومتحفا، ويسعى منذ تسعينيات القرن الماضي، إلى جمع النوادر، سواء من الوثائق والمخطوطات، والكتب، والصحف، والمقتنيات بشكل عام، مضيفا: «لديّ شغف كبير بتاريخ وتراث الكويت، وكنت أبحث عن الوثائق القديمة المتعلقة بالكويت في كل مكان، وأحضر مزادات داخل الكويت وخارجها، وسافرت إلى العديد من البلدان العربية والأوروبية، ووجدت نوادر مختلفة تتعلق بتاريخنا العريق».
وأكد أن الباحث أو المؤرخ، بداية، يجب أن يكون صادقا في نقل التاريخ من دون تحريف أو تزييف، وأن يعتمد على المصادر والمراجع الموثوقة، وحين يقدّم معلومة يجب أن تكون مدعومة بأدلّة علمية، كذلك يجب أن يبحث الباحث خارج الصندوق، حتى يفتح آفاقا ومواضيع جديدة، وأن يتطرق إلى أمور لم يتم التطرق لها من قبل، حتى يعرض مادة تثري بحثه العلمي. أما المعوقات التي واجهته في جمع الوثائق، فيقول إن من بينها التكلفة المادية الباهظة لهذه الوثائق، وأيضا صعوبة الحصول عليها، مضيفا أنه في بداياته كانت لديه صعوبة في قراءة الوثائق القديمة، لكن مع مرور الوقت اكتسب خبرة في هذا المجال. واختتم العبدالجليل قائلا: يجب أن نحافظ على ما تبقى من تراثنا، سواء داخل مدينة الكويت أو في القرى، لافتا إلى أن هذه الشواهد التاريخية المتبقية تمثّل حقبة تاريخية مهمة في تاريخ البلاد، والتي أسس فيها الكويتيون هذا البلد، وعندما نشاهد هذه الشواهد نستذكر بطولات وتضحيات الأوّلين في كيفية بناء الكويت وتأسيسها، بالرغم من قلّة الموارد، فقد كانت دولتنا تفتقر إلى أشياء عديدة، منها الزراعة، والمياه، وغيرها، ولكن بفضل إخلاص أهلها وحبهم لوطنهم استطاعوا أن يؤسسوا بلدنا، وأن تكون من أهم المراكز التجارية بالمنطقة في ذلك الوقت.